قصة السيده خديجه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

قصة السيده خديجه Empty قصة السيده خديجه

مُساهمة من طرف lola19 الإثنين أغسطس 26, 2013 10:31 am

اقدم لكم الجزء الاول من قصة السيدة خديجة وان شاء الله بنزل الاجزاء الاخرى تفضلوا
السيدة خديجة
أم المؤمنين
رضى الله عنها

الفصل الاول
نشأة كريمة

كانت دار خويلد بن أسد فى مكة عالية البناء واسعة الجنبات معروفة لقصادها بين دور القريشيين الكبراء أصحاب السلطات و النعمة و الثراء .
تعلن بقربها من الكعبة عن منزلتها العظيمة و ما لها من المكانة الكبيرة بين تلك الدور تزينها السيدة خديجة بنت خويلد وتملؤها بالبشر والسرور .
فقط كانت فتاة جميلة ذكية مرحة فصيحة اللسان طيبة القلب يحبها من يراها ويتعلق لعطفها وحنانها وما تمتاز به من الصفات الطيبة التى لا توجد فى كثير من بيوت مكة المتكبرة المتعالية بالحسب والنسب والكثرة والغنى .
و امتاز خويلد أبوها بين قريش بالسيادة و الامر والنهى يؤخذ رأيه فى المشكلات ولا تقضى الامور بدونه وحوله أسرته الكبيرة العريقة تسانده وتقف بجانبه .
كما عرف بعطف شديد على الفقراء و المساكين ورحمة واسعة بالضعفاء والمحتاجين.
فى هذه الدار الكريمة الثرية الواسعة نشأت السيدة خديجة بنت خويلد راضية هادئة لا تبطرها النعمة كما تبطر الكثير من الناس بل أحست بأن هذه النعمة التى تمرح فيها إنما هى عطاء من الله الرزاق ينبغى أن يقابل بالشكر لمن وهبه و منحه .
ووجدت فى عون المحرومين ومساعدة المحتاجين ما ينهض بذلك الشكر فما ردت محتاجا ولا خيبت راجيا فى إحسان .
ولم تخرج فى تلك الصفات الطيبة عما انحدر إليها من أهلها وقومها وخاصة أباها الذى يفيض قلبه بالحنان والرحمة بكل إنسان .
وقد رأى هو فيها كثيرا من صفاته فزاد حبه لها وسره فيها قلبها الكبير ونفسها الطيبة وذكاؤها اللماح وعزيمتها القوية وإدراكها السريع وحسن تصريفها للأمور فأراها من قلبه الرضا و أبدى لها ارتياحه التام لكل ما تفعل وما تترك .
فإذا جلس فى الدار وتابع باهتمام وجوه نشاطها وخفة حركاتها وما تشيعه من البهجة والإنس ابتسم ابتسامة راضية حانية وجعل يقلب كفيه عجبا وهو يحدث نفسه قائلا :- ما أظلم أولئك الذين يكرهون البنات ! وما أقسى حكمهم عليهن ! وكيف تقدم تلك القلوب المتحجرة على أودهن ؟! أليس فيهن مثل خديجة ؟!
إنها ورب الكعبة ريحانة الدار وبهجة الأسرة ونورها الوضاء !
وكثيرا ما كان يدعوها إليه ويحدثها ويطيل حديثها مستطيبا هذا الوقت الذى يفرغ فيه من مشاكله الكثيرة يود لو طال و طال معه ذلك الحديث الشهى .
وكل مرة يهم بالتحدث إليها فى أمر من الأمور ثم يمسك ويشعب الحديث فحياؤها الشديد يمنعه من أن يفاتحها فى شأن أولئك الفتيان الذين يطرقون بابه كل صباح ومساء يطلبون يدها راغبين فى زينة الدنيا من جمال باهر وحسب ظاهر ومال كثير وذكاء نادر .
وقد عصمها ذلك الحياء من أن تهتم بأولئك الخطاب حين تصل إلى مسامعها أخبارهم عن طريق الجوارى والجارات والصويحبات و أنهم يبتغون إلى أبيها المصاهرة ويتوسلون إليه بما فى أيديهم من الثراء وما وراءهم من الحسب الرفيع .
لم تلتفت إليهم وانصرفت إلى شئون البيت و تدبير أموره لا تشغل نفسها بالتفكير فى زواج والاهتمام بخاطب واثقة من أن أباها الحكيم سيختار لها خير الأزواج فهو خبير بالرجال .
وما أكثر ما سمعته وهو يتحدث عن الزوج الصالح ويقول : إنه الجامع لصفات المروءة والشهامة والكرم لا يستهويه ما يستهوى شباب مكة وبعض شيوخها مما لا يرضى الذكى العاقل من يزن الأمور ويقدر التبعات ويحمل الأعباء لا يدفعه الطيش إلى ما يحط من أقدار الرجال و يحطم مراكزهم العالية وكثيرا ما أكد لها أن علاقة الرجل بالناس صورة من علاقته بأهل بيه فالكريم الطيب الشهم هو دائما فى كل حال على سواء .
وذات مساء ازدحمت الدار بجماعة من كبراء القوم من بنى مخزوم أطالوا الزيارة وأخذوا بينهم بأطراف الحديث وانتقلوا به هنا وهناك حتى انتصف الليل فقاموا إلى دورهم وانصرفوا بعدما ودعهم خويلد أحسن وداع وخديجة غير مهتمة بما ترى فليست هذه أول زيارة لهم ولا لغيرهم ولا أول مرة يطول فيها الحديث ويتشعب فطارقو باب خويلد كثيرون ومقاصدهم مختلفة .
ولما انفض الجمع ذهب خويل إلى حجرته وقضى بها وقتا طويلا يحادث زوجته فاطمة بنت زائدة بن الأصم وتحادثه ثم خرجا وقد بدت عليهما علامات الرضا وأمارات الارتياح وجلس خويلد فى الفناء وجلست بجانبه زوجته فاطمة يبدو عليها السرور والرضا .
ثم دعا ابنته خديجة فجاءت تمشى على استحياء ووقفت أمامه فارعة القوام متلألئة الوجه ينعكس ضوء المصباح الدرى على وجهها فيزيده جمالا على جمال وهو يتأملها باسما ولم تجلس إلا بعد ما أذن لها بالجلوس قائلا : اقعدى يا خديجة .
سأتحدث إليك فى أمر وأود أن أعرف رأيك الصريح فيه فاسمعى وفكرى ولا تقيمى وزنا لأى اعتبار لا تجدينه موافقا .
أطال خويلد فى وجه خديجة المستدير وفى عينيها النجلاوتين وثغرها الباسم ثم قال فى حنان : ما رأيك يا خديجة فيما أعددنا لقافلة الشام ؟
فتلقت الفتاة السؤال بابتسامة عريضة كشفت عن أسنان مرصوصة كأنها الدر المنظوم ثم قالت فى أدب جم :-
قافلة موفقةوتجارة رابحة إن شاء الله حوت ما أوصى به عملاؤنا هناك من كل سلعة تجد فى تلك البلاد إقبالا شديدا و أعدت أحسن إعداد و نظمت خير تنظيم .
قال خويلد وابتسامته تزداد اتساعا فوق شفتيه :- وما رأيك يا خديجة فى رجالنا وعمالنا أولئك الذين سنبعثهم فى القافلة ؟
قالت الفتاة وقد بدت فى وجهها بعض ملامح الحيرة :- إنهم ماهرون مدربون يعرفون ما يأخذون وما يتركون وهم مع تلك المهارة أمناء مخلصون والأمانة خير ما يبتغى فيمن يبيع ويشترى وتلقى إليه الأموال يتصرف فيها وهو بعيد عن أصحابها .
فنظر إلى أمها فاطمة باسما ثم أعاد النظر إليها وقال فى رفق :- وما رأيك يا خديجة فى أمهر تجار مكة اليوم ؟ ومن فى نظرك أقدرهم على الربح الوفير ؟
ففكرت قليلا ثم سألت فى أدب :- أى ربح تعنى يا أبتاه ؟ الربح الحلال أم الربح الحرام ؟
سارع خويلد قائلا :- الربح الحلال طبعا يا خديجة ! فالربح الحرام لا يدوم إن ناله صاحبه مرة فلن يناله أخرى ولن ينفعه ما ربح بل يسلط الله عليه ما يضيعه جميعا ينسفه ولا يبقى منه باقية وهو لا يذهب وحده بل يأخذ فى رجليه سواه من الربح الحلال .
وإنما أسألك عن المهرة فى البيع والشراء الحلال والربح الحلال الطيب الذى يسعى بحلاوته إلى الطيبين الصادقين من لا يغشون ولا يخدعون ولا يتلاعبون فى الكيل والميزان .
فأخذت تعد بعضا من التجار الذين اشتهروا بالصدق وعرفوا بالامانة وكلما سكتت استزادها حتى صمتت ونظرت إلى أمها تقول بعينيها :هؤلاء خير من أعلم يا أماه فماذا بعد ؟! وماذا نستفيد من عد هؤلاء وغير هؤلاء !!
وقد قرأ أبوها ما قرأت أمها فى عينيها فقال مترفقا :- وما رأيك يا خديجة فى عتيق بن عابد ؟
سكتت لحظة ثم تابعت كلامها سائلة فى دهشة :- لم تسألنى يا أبتاه أتريد أن تسلمه أمر تجارتنا هذه المرة فى القافلة ؟!
فنظر خويلد إليها ثم قال فى حنان :- أود أن أسلمه أمرا أعظم من التجارة و أغلى من المال ! أود أن أسلمه أمانة كبيرة لا تقدر بكنوز الأرض كلها !
فأدركت خديجة ما يرمى إليه أبوها من محاورته فاحمر وجهها خجلا وأطرقت صامتة لا تتحدث ولا تجيب .
وساد سكون طويل قطعته أمها قائلة فى بسمة آملة :
ما رأيك يا خديجة فى عتيق ؟..
أطلق لك أبوك الحرية وقال لك : فكرى ولا تهتمى بغير ما تجدين موافقا من الرأى وهو يحترم رأيك ويقدره وقد علمت ما أراد من عرض عتيق عليك وأنه يرجو أن يكون الخاطب اللائق ترضى عنه نفسك وتختاره دون تأثير .
فازداد وجه خديجة احمرارا وظلت مطرقة طويلا من الوقت ثم جمعت أطراف شجاعتها وحاولت أن تتكلم فتعثرت الكلمات فى فمها وأبوها و أمها ينظران إليها باسمين وينتظران الجواب .
ومضت فترة طويلة وهى فى صمتها ووجهها يزداد احمرارا فلما أعاد أبوها السؤال عليها جمعت أطراف شجاعتها مرة أخرى ثم قالت فى صوت يهدهده الحياء :- وهل بعد رأى أبى من رأى ؟!
فأدناها أبوها منه وطبع قبلة حانية على جبينها وقبلتين على خديها .
أخدت الاسرة تستعد ليوم الزفاف وتجهز العروس بما تحتاجه فى حياتها الجديدة وجاء يوم الزفاف وامتلأت دار خويلد بالقريبات والصاحبات وجاءت نسوة بنى مخزوم يحملن الهدايا الغالية التى بعثها عتيق وجاءت نسوة أسد بما جهزن من ثمين الهدايا .
وجلست الأم إلى ابنتها تنصحها بما يجعل السعادة تملأ بيتها الجديد وتعلمها أن الزواج تعاون بين الزوجين ونحرت الذبائح ودعيت مكة للولائم التى ستمد فى بيت خويلد وانبعث من البيت الغناء الرقيق وأخذت الماشطات تزين العروس ويزدنها جمالا على جمالها .
كان اليوم بديعا رقيق النسيم قضته مكة كلها فى حركة دائبة من بيت خويلد وإليه حتى أقبل المساء فعقد القران بجانب الكعبة ثم طاف الناس حولها شاكرين داعين وانطلقت الزغاريد من بيت خويلد تتجاوب فى جوانب مكة تفرح الأهل والأحباب .
ودخلت السيدة خديجة أبواب الحياة الجديدة كبيرة الأمل شديدة لكنها مع ثقتها الشديدة بنفسها وحب زوجها لها وحديث الناس عن مستقبلها الباهر كانت تحس بخوف شديد من الأيام يحدثها قلبها بأنها تخفى داخلها شيئا لا يعلمه غير علام الغيوب .
lola19
lola19
( | مستوى صفر | )
( | مستوى صفر | )

قصة السيده خديجه GBU3C

♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 10
♣ نقاط النشاط » * : 3891
السٌّمعَة : 0
انثى
♣ عّمرٍڪْ » : 24
♣ هوَآيًتِڪْ » : المطالعة
مستمتعه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة السيده خديجه Empty رد: قصة السيده خديجه

مُساهمة من طرف ديزاين سوفت الثلاثاء أغسطس 27, 2013 6:04 pm

شكرا
ديزاين سوفت
ديزاين سوفت
( | مستوى ثاني | )
( | مستوى ثاني | )

قصة السيده خديجه GBU3C

♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 110
♣ نقاط النشاط » * : 4695
السٌّمعَة : 0
ذكر
♣ عّمرٍڪْ » : 28
♣ هوَآيًتِڪْ » : غير معروف
عاشق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة السيده خديجه Empty رد: قصة السيده خديجه

مُساهمة من طرف AHMED LZRG الخميس أكتوبر 10, 2013 12:21 pm

جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك..~

تقبل مروري..ّ
AHMED LZRG
AHMED LZRG
( | مستوى ثاني | )
( | مستوى ثاني | )

قصة السيده خديجه GBU3C

♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 102
♣ نقاط النشاط » * : 3924
السٌّمعَة : 0
ذكر
♣ عّمرٍڪْ » : 33
♣ هوَآيًتِڪْ » : غير معروف
مستمتع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة السيده خديجه Empty رد: قصة السيده خديجه

مُساهمة من طرف AHMED LZRG الخميس أكتوبر 10, 2013 12:21 pm

جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك..~

تقبل مروري..ّ
AHMED LZRG
AHMED LZRG
( | مستوى ثاني | )
( | مستوى ثاني | )

قصة السيده خديجه GBU3C

♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 102
♣ نقاط النشاط » * : 3924
السٌّمعَة : 0
ذكر
♣ عّمرٍڪْ » : 33
♣ هوَآيًتِڪْ » : غير معروف
مستمتع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة السيده خديجه Empty رد: قصة السيده خديجه

مُساهمة من طرف تسديد جائزة أحلى تطوير الثلاثاء نوفمبر 05, 2013 4:18 pm


جزاك الله خيرا لما قدمت

بارك الله فيك

شكرا لك
تسديد جائزة أحلى تطوير
تسديد جائزة أحلى تطوير
( | مستوى ثاني | )
( | مستوى ثاني | )

قصة السيده خديجه GBU3C

♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 182
♣ نقاط النشاط » * : 4057
السٌّمعَة : 0
ذكر
♣ عّمرٍڪْ » : 54
♣ هوَآيًتِڪْ » : غير معروف
فرحان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

  • ©phpBB | منتدى مجاني | منتديات الألعاب | المانغا و الأنمي | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع
    الساعة الأن :